صدقوني يا أحبة.. وليس ذلك شعوبية مقيتة.. ولاعنصرية بائسة.. ولا فخر وفخار في غير موضعه.. ولا بطراً بالنعمة.. صدقوني.. أني وعلى قدر «حوامتي» في أرجاء بلاد الله الواسعة.. ومعايشة مختلف أجناس وأمم وشعوب.. لم أشاهد ولم أعايش شعباً أعظم وأنبل من شعب السودان.. وأنا من الذين يرددون في يقين لا يخلخله شك.. وثبات لا يزعزعه ظن أن أمة السودان.. هي خير أمة أخرجت للناس.. وإذا سألني أحد لماذا ركز الإسلام ووقر في قلوب السودانيين لأجبت مسرعاً وبدون تلفت.. لأن المبعوث بالحق صلوات الله وسلامه عليه.. قد بعث ليتمم مكارم الأخلاق.. والشعب السوداني.. تظلل سماء أرضه فيض وفيوض من مكارم الأخلاق.. شعب يعرف العيب.. يكرم الضيف يؤثر على نفسه وإن كانت به خصاصة.. يقدس الأسرة وينشر أجنحته ليس على العائلة الممتدة.. بل يتخطاها للقبيلة والعشيرة وقبل كل هؤلاء الوطن بناسه وأرضه وزرعه.. أما الرجالة.. فتلك هي الصفة التي ينفرد بها على سائر خلق الله.. رجالة تصل إلى حافة بل قلب التهور قريبة جداً من ارتياد ألسنة اللهب.. وأحياناً الجنون.. هذا غير إنه مثقف.. والثقافة ليست حكراً للمثقفين وذوي الياقات المنشاة..وحملة الدرجات العلمية الهائلة والرفيعة.. ثقافة فطرية ومكتسبة بحروف قليلة وتجارب صغيرة.. تجد «ترزياً» لم يتعد تعليمه مرحلة الابتدائية «زمان» والأساس الآن.. يحدثك في إبهار عن مجاهل أفريقيا.. يحدثك عن «ضربة» برجي التجارة.. وبالتفصيل يحكي لك عن أسامة بن لادن.. وإن سألته عن قضية فلسطين يروي لك بالتفصيل الممل.. وبحروف وكلمات أكثر رصانة وطلاقة من «حنان شعراوي» وحتى موسى أبومرزوق.. يبدأها من وعد بلفور ذاك من الذي لا يملك إلى من لا يستحق.. وينتقل بك إلى النكبة.. والجيوش العربية المهزومة في 48.. وذاك السلاح الفاسد.. ثم يواصل معك ليحدثك عن حصار الفالوجة.. وعبد الناصر.. ويوليو والاستقالة المستحيلة ثم الرحيل الزلزال.. شعب بهذه المواصفات كان الله رحيماً وكريماً ورؤوفاً به.. فقد ولدت دولته جمهورية منذ 56 تحت علم جمهوري باسم جمهورية السودان.. أقول كريماً ورحيماً لأن السودان.. لم يولد ملكية ولا أميرياً ولا سلطانياً.. لم أكتب هذه الكلمات عبثاً ولا لعدم الموضوع.. كما أنها ليست «قلة شغلة» مني.. فقد طافت هذه الصور المبهرة في عقلي وأنا أقرأ خبراً أفرحني حد الطرب والنشوة.. وأدهشني حد العجب.
الخبر يقول إن السيد وزير المالية قد «تبرع» بمائة مليون جنيه للزواج الجماعي بالبراري.. وهذه لعمري.. إنها أموال خرجت لتصب في أروع بحيرة تنبت أسراً وحياة واستقراراً.. وبفضل هذه الأموال.. يمكن لكل زوجين استظلا أو تلاقيا ليمشيا مع بعض كل الخطاوي الممكنة أن بشروا.. وتطلع للحياة أنداداً زي سيفين مساهر فيهن الحداد.. وتطلع من بذور الأرض زرعاً فارع الأعواد.
ونعود إلى الوجه الآخر من القمر.. أي الوجه الشاحب من القمر.. وهو حديث السيد الوزير.. أو الكلمة التي سبقت هذا المبلغ.. وهي كلمة التبرع.. والتبرع سادتي وسيدي الوزير.. وحسب عرفنا وأعرافنا و «فهمنا» هو ذاك الذي يكون من «جيب» المتبرع شخصياً «يعني» من «ماهيته» وليس من خزينة أو أموال الدولة.. وحتى لا تغضب سيدي.. وحتى لا تظن أنك «مستهدف» فهذا القلم كتب مرة عن فخامة الرئيس رئيس الجمهورية شخصياً في مرة خاطب فيها المواطنين و «تبرع» بمبلغ مالي إلى إحدى القرى أو المدن - لا أذكر - عندها قلنا للسيد الرئيس.. إن التبرع يكون من «قروش» المتبرع الخاصة.. أما غير ذلك فهو واجب الدولة.
سيدي الوزير.. إن كلمة «تبرع» أبداً هي في الدولة الملكية والأميرية ودولتنا ولله المنة والحمد والشكر جمهورية.
الخبر يقول إن السيد وزير المالية قد «تبرع» بمائة مليون جنيه للزواج الجماعي بالبراري.. وهذه لعمري.. إنها أموال خرجت لتصب في أروع بحيرة تنبت أسراً وحياة واستقراراً.. وبفضل هذه الأموال.. يمكن لكل زوجين استظلا أو تلاقيا ليمشيا مع بعض كل الخطاوي الممكنة أن بشروا.. وتطلع للحياة أنداداً زي سيفين مساهر فيهن الحداد.. وتطلع من بذور الأرض زرعاً فارع الأعواد.
ونعود إلى الوجه الآخر من القمر.. أي الوجه الشاحب من القمر.. وهو حديث السيد الوزير.. أو الكلمة التي سبقت هذا المبلغ.. وهي كلمة التبرع.. والتبرع سادتي وسيدي الوزير.. وحسب عرفنا وأعرافنا و «فهمنا» هو ذاك الذي يكون من «جيب» المتبرع شخصياً «يعني» من «ماهيته» وليس من خزينة أو أموال الدولة.. وحتى لا تغضب سيدي.. وحتى لا تظن أنك «مستهدف» فهذا القلم كتب مرة عن فخامة الرئيس رئيس الجمهورية شخصياً في مرة خاطب فيها المواطنين و «تبرع» بمبلغ مالي إلى إحدى القرى أو المدن - لا أذكر - عندها قلنا للسيد الرئيس.. إن التبرع يكون من «قروش» المتبرع الخاصة.. أما غير ذلك فهو واجب الدولة.
سيدي الوزير.. إن كلمة «تبرع» أبداً هي في الدولة الملكية والأميرية ودولتنا ولله المنة والحمد والشكر جمهورية.