و رميت رأسي في يدي
ما تنفع الشكوى ، وشعرك
جف بالشعر الخيال
و كأن راسي في يدي
روحي مشقشقة بها عطش
شديد للجمال
وعلى الشفاه الملح واللعنات
و الألم المحنط بالهزال
وكان رأسي في يدي
ساقاي ترتجفان من جوع
ومن عطش ومن فرط الكلال
وأنا أفتش عن ينابيع الجمال
وحدي بصحراء المحال
بسراب صحراء المحال
بسموم صحراء المحال
أنا والتعاسة والملال
وكان رأسي في يدي
والمركبات تهزني ذات
اليمين أو الشمال
والمركبات تغص بالنسوان
واللغط الشديد وبالرجال
وكان رأسي في يدي
مازال يقذفني اللعين كأنه
الغربال من أقصى
اليمين إلى الشمال
وبقلبي الأمل المهشم والحنين
إلى الجمال
والوحشة الغرَّاء والنور
المكفن بالطلال
وخلو أيامي ورأسي في يدي
ورفعت رأسي من جحور كآبتي
وأدرت عيني في المكان
وكنت أنت قبالتي
عيناك نحوي تنظران
عيناك ... وأخضر المكان
وتسمرت عيناي في عينيك
ماعاد المكان أو الزمان
!! عيناك بسْ
ومسكت قوس كمانتي
عيناك إذ تتألقان
عيناك من عسل المفاتن جرتان
عيناك من سور المحاسن
آيتان
عيناك مثل صبيتين
عيناك أروع ماستين
هذا قليل
عيناك أصدق كلمتين
عيناك أسعد لحظتين
هذا أقل
عيناك أنضر روضتين
عيناك أجمل واحتين
ما قلت شئ
عيناك أطهر بركتين من
البراءه
نزل الضياء ليستحم بها
فألقى عند ضفتها رداءه
الفتنة العسلية السمراء
والعسل المصفى والهناء
وهناك أغرق نفسه
عجز الخيال
عيناك فوق تخيلي
فوق إنطلاق يراعتي
فوق إنفعال براعتي
عيناك فوق تأملي
ومضيت مأخوذاً وكنت قد
اختفيت
من أنت ؟ ما اسمك يا جميل ؟
وكنت من أي الكواكب قد أتيت
وقد اختفيت