أنقذت شهامة مواطن عراقي أسرة سودانية من الضياع بعد أن فقدت عائلها في ظروف مأساوية الأيام الماضية في العراق. وتعود القضية لمواطن سوداني من أبناء الجزيرة مقيم في العراق ومتزوج من عراقية أنجب منها أربعة أولاد وبنت.. أكبرهم عمره (11) سنة. وكان السوداني والذي يعمل مزارعاً، يقف بالقرب من الشارع العام وبصحبته زوجته العراقية في طريقهم للمستشفى شاءت الأقدار أن ينفجر إطار سيارة مسرعة وتخرج عن مسارها وتقتل الرجل وزوجته بعد إسعافهما للمستشفى وقام العراقي صاحب المزرعة والذي يعمل معه السوداني ويدعى ضياء حافظ علي المعموري، بإكمال إجراءات الدفن وتكفل بأبناء المرحوم يرعاهم ويتابع دراستهم يومياً، كما قام بالاتصال بأهل المرحوم بالسودان ووجد هذا الموقف النبيل ارتياحاً كبيراً لدى الأوساط الرسمية والسودانية هناك، حيث لم يكتفِ المواطن العراقي ضياء بذلك، بل قام بالتنسيق مع الجالية ببيع ممتلكات المرحوم والتي قدرت بـ (5) آلاف دولار، إضافة لـ (10) آلاف دولار مبلغ الدية، وقام بتسليم شقيق المرحوم الذي حضر من السودان مبلغ (400.24) دولار ومعها الأوراق الرسمية من الإشهاد الشرعي والتوكيل، كما قام بإحضار كل الأوراق الخاصة بالأولاد من شهادات ميلاد وشهادات مدرسية وتكفل بتذاكر السفر من بغداد للخرطوم بالطيران، كما قام بتسليم كل طفل شنطة من الملابس الجديدة، وشراء ذهب بمبلغ مليون دينار عراقي للبنت الوحيدة. وقال شهود عيان كانوا حضوراً لحظات سفر الأسرة، إنهم لاحظوا حب الأولاد لهذا الرجل الشهم ووعدهم بزيارتهم في السودان بعد 6 أشهر للاطمئنان عليهم.