[right]
مات أبو طالب عم الرسول في السنة العاشرة من البعثة ، كان في حياته شديد الدفاع عن أبن أخيه رسول الله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت قريش لا تستطيع أن تنال النبي بأذى في نفسه طيلة حياة أبي طالب احتراماً وهيبة له ، فلما مات أبو طالب ، جرؤت قريش على تشديد الأذى للنبي صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك كانت وفاته مبعث حزن عميق للنبي صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد حرص النبي أن يقول أبو طالب كلمة الإسلام وهو على فراش الموت ، فأبى أن يقولها خشية أن يلحقه العار من قومه .
- ماتت خديجة رضي الله عنها في تلك السنة نفسها ، وقد كانت خديجة تخفف عن الرسول همومه وأحزانه لما يلقاه من عداء قريش ، فلما ماتت حزن عليها حزناً شديداً ، وسمي ذلك العام الذي مات فيه عمه أبو طالب وزوجه خديجة : "عام الحزن " .
- ولما اشتد على الرسول كيد قريش وأذاها بعد وفاة عمه وزوجه ، توجه إلى الطائف لعله يجد في ثقيف حسن الإصغاء لدعوته والانتصار لها ، ولكنهم ردوه رداً غير جميل ، وأغروا به صبيانهم ، فقذفوه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الطاهرتين ، ثم التجأ إلى بستان من بساتين الطائف ، وتوجه إلى الله بهذا الدعاء الخاشع : " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أو إلى عدو ملكته أمري ؟ ان لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك ، أو تحل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك